الاتجاهات الحديثة في تنمية الذكاء الفراغي والتفكير الإيجابي

المؤلفون

كلیة التربية – جامعة حلوان

المستخلص

في ظل الثورة المعرفية والعلمية والتطورات المتسارعة في الأفكار والابتكارات، وتدفق المعلومات، وما توفره وسائل الاتصال التي وصل إليها العالم اليوم؛ لم تعد عملية إنماء الذكاء من خلال المناهج والبرامج التعليمية تقتصر على الطلاب الذين يحظون بسمات ومميزات فطرية معينة دون غيرهم، بل أصبحت ضرورة لجميع الطلاب، وأضحت هدف رئيس من أهداف التربية. فقد أثبتت الدراسات والبحوث التربوية أن جل الطلاب إن لم يكن جميعهم يمتلكون قدرا من الذكاء، ولكن بنسب متفاوتة، وأن الذكاء ليس نوعا واحدا؛ بل مجموعة من الذكاءات المتعددة، والتي يمكن تنميتها وتطويرها بالتعليم والتدريب والتحفيز، وخاصة إذا توفرت البيئة الغنية بالمثيرات والمعززات، والمناهج التربوية المناسبة لذلك.
ويعد الذكاء الفراغي أحد هذه الذكاءات المتعددة التي يحرص علماء المناهج والتربية في الوقت الراهن على تنميته لدى الطلاب، وخاصة بالتعليم الفني الصناعي؛ لما له من بالغ الأثر في تحسين قدرتهم على التعلم وتقدمهم الدراسي، وتكوين خبراتهم، وتقوية الذاكرة والقدرات الذهنية لديهم. 
إن الذكاء الفراغي يعمل على تعزيز قدرات طلاب التعليم الفني الصناعي على حل المشكلات التي تواجههم واستخدام مهارات التفكير المختلفة، والتخيل، والتمثيل البصري للمعلومات، وإدراك العلاقات الفراغية، والتصور المرئي للبيئة، والقدرة على إنشاء ومعالجة الصور الذهنية، مما يعمل على صقل مواهبهم وتنمية مهاراتهم الفنية، وتطويرها في المجالات المتنوعة، وهذا يتفق مع ما أوصت به دراسة يوتال ونيوكومب (Uttal & Newcombe, 2018). كما أشارت إيمليا سارنو Emilia Sarno, 2012)) إلى تأكيد المعلمين على نجاح استخدام الذكاء الفراغي في تعليم الطلاب، وأن التعليم والتعلم وفق هذا الأسلوب حقق السعادة للطلاب، ونتج عنهما نتائج إيجابية، ومن ثم فهو يطور طريقة التفكير الإيجابي للطلاب، ويساعدهم على التفاعل الإيجابي داخل الصف مع زملائهم ومعلميهم، كما يعين الطلاب على مواجهة الصعاب التي تواجههم، ويشحذ هممهم للتعلم، ويحقق نتائج مرضية لهم.